شبح الجرف المالي يعطي الذهب القوة للارتفاع

 

انتعشت أسعار الذهب لليوم الثالث على التوالي كما تبين لنا من تداولات اليوم، بعد تسجيله لانخفاض واضح في تداولات الأسبوع الماضي، وسط تركيز المستثمرين على المناقشات التي سوف تتم في اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي خلال هذا الاسبوع لتفادي الوقوع في مشكلة "الجرف المالي". 

 

وقد واصلت أسعار الذهب صعودها لتصل إلى أعلى مستوياتها عند 1709.15 دولار للأونصة، مع تداولها حالياً حول مستويات 1707.45 دولار للأونصة، مع التركيز على أن اي اختراق مستويات 1704.00 دولار للأونصة، والتي تمثل المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم، سوف يساعد الذهب في البقاء ضمن خانة الارتفاع. 

 

إن مستويات التداول المتوقعة لهذا الاسبوع تنحصر بين مستويات الدعم عند 1680.00 دولار للأونصة، ومستويات المقاومة عند 1752.00 دولار للأونصة . 

 

سجل الذهب خسائر بنسبة 0.63% خلال الاسبوع السابق، وسط المخاوف بعدم الوصول الى اتفاق بين الرئيس الامريكي باراك اوباما مع الجمهوريين في الكونغرس حول تفادي مشكلة الجرف المالي قبل نهاية هذا العام التي تقضي برفع الضرائب تلقائيا وتخفيض الانفاق الحكومي بقيمة 600 مليار دولار امريكي، و التي اذا طبقت في بداية العام المقبل خلال شهر كانون الثاني ستدخل أكبر اقتصاد في العالم بركود مؤكد. 

 

خلال هذا الاسبوع سوف تكون الانظار موجهة نحو اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي الذي سيعقد خلال يومي الثلاثاء و الاربعاء القادمين من أجل معرفة ما اذا سيكون هنالك توسيع في سياسة التخفيف الكمي التي ستدعم مسيرة التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة الامريكية. 

 

من المتوقع ان يعلن مجلس الاحتياطي الفدرالي في اجتماعه عن توسيع سياسة التخفيف الكمي بمقدار 45 مليار دولار أمريكي ابتداءا من العام المقبل بدلا من برنامج “Operation Twist”  الذي يقتضي على اعادة التوازن لمحفظة حيازة البنك الفدرالي الامريكي من السندات في صالح السندات طويلة الاجل  و الذي ينتهي بنهاية هذا العام وسط التخوف من خطر الوقوع في شبح الجرف المالي. 

 

استخدام الذهب كأداة تحوط من  مخاطر التضخم سيدعمه وبقوة ،ذلك وسط خطط التحفيز التي من المتوقع ان تستمر بها معظم البنوك المركزية الرئيسية في العالم  لدعم وتيرة النمو الاقتصادي خاصة بعد تخفيض توقعات النمو المستقبلية.

ما زال اهتمام المستثمرين موجها و بقوة نحو اخر التطورات التي حلت على منطقة اليورو التي عانت من فترات ركود طويلة بسبب أزمة الديون السيادية التي اثقلت كاهلها. 

 

تصريحات رئيس الوزراء الحالي لايطاليا ماريو مونتي حول رغبته بالاستقالة من منصبة بعد الجهود الطويلة التي قام بها من اجل حل أزمة الديون اشعلت شرارة المخاوف مع بداية هذا الاسبوع ، خاصة بعد قيام رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرليسكوني بلاعلان عن رغبته بترشيح نفسه للانتخابات المقبلة ليكون رئيس وزراء ايطاليا مرة أخرى. 

 

وسط الجهود المبذولة من قبل المسؤلين الاوروبين لاحتواء أزمة الديون التي احاطت بالمنطقة لثلاثة أعوام، تعود المخاطر مجددا من انتخاب رئيس وزراء ايطالي جديد يختلف بوجهات النظر  الذي سيكون عقبة امام خطط الاصلاح في منطقة اليورو.

أما عن سوق العملات الأجنبية، انتعش اليورو مقايل الدولار الامريكي بعد الانخفاض الحاد الذي شهده على مدى ثلاثة جلسات سابقة بنسبة 1.28%، وذلك بعد التصريحات المتفائلة التي أدلى بها المسؤولين اليونانيون حول قدرة اليونان للوصول لهدفها في اعادة شراء الديون السيادية. 

 

على الصعيد الاخر انخفض الدولار مقابل سلة العملات الرئيسية وفقا لمؤشر الدولار الذي تراجع الى مستوى 80.50 بعد افتتاح جلسة تداول اليوم حول 80.56.