إنخفاض النفط وسط التقلبات العالمية وإرتفاع مخزونات البنزين في الولايات المتحدة

 

واصل النفط الخام خسائره اليوم الخميس بعد تزايد المخاوف نتيجة تقرير مخزونات البنزين الأمريكية التي إزدادت للأكثر منذ 11 عاما، في حين أن التقلبات العالمية مثل الجرف المالي في أمريكا أبقى المخاوف بشأن الطلب على النفط. 

 

على الرغم من البيانات القوية للتصنيع في الصين وتعليقات من القيادة الصينية الجديدة تشير إلى أنها سوف تبقي سياساتها الاقتصادية الكلية مستقرة لدعم النمو والاستهلاك المحلي بقيت توقعات الطلب على النفط ضعيفه. 

 

أظهرت البيانات الاقتصادية أمس في الولايات المتحدة زيادة أقل من المتوقع في التوظيف  في القطاع الخاص الأمريكي وانخفاض حاد في مبيعات التجزئة في منطقة اليورو، إضافة إلى البيانات الصادرة في وقت سابق هذا الاسبوع التي بينت إنكماش نشاط الصناعات التحويلية  لأكبر مستهلك في العالم للنفط في تشرين الثاني/نوفمبر. 

 

تقرير وكالة الطاقة لمخزون النفط الأسبوعي أمس كان عاملا سلبيا آخر لسوق الطاقة الذي أظهر زيادة مخزونات البنزين للأعلى منذ أيلول/سبتمبر 2001 بنسبة 7.9 مليون برميل وسط انخفض الطلب و ارتفاع إنتاج المصافي. 

 

هبطت مخزونات النفط الأمريكي الخام الاسبوع الماضي 2.36 مليون برميل  مقارنة مع توقعات بإنخفاضها  500.000 برميل، و ارتفعت مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل الديزل وزيت التدفئة أكثر من 3 ملايين برميل  من التوقعات التي أشارت إرتفاعها 850.000 برميل. 

 

التوترات في الشرق الأوسط والعقوبات الغربية على صادرات النفط الإيرانية إضافة إلى التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول اتفاق الميزانية الممكن التوصل إليه مع الجمهوريين في غضون أسبوع تقريبا إذا تنازلوا بشأن الضرائب، منعت الأسعار من الهبوط أكثر اليوم الخميس. 

 

تصريحات اوباما ليست كافية لضمان التوصل الى اتفاق حول الميزانية، حيث ان الجمهوريين يواصلون رفض الدعوة لزيادة الضرائب على الأكثر ثراء. المشرعون أمريكيون الآن لديهم نحو ثلاثة أسابيع لتفادي "الهاوية المالية" التي يمكن أن تدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود. 

 

أما مكاسب الدولار لهذا اليوم فقد زادت من الضغطات السلبية على أسعار النفط. حيث ارتفع الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية مع تراجع الشهية المخاطر  خصوصا قبل قرار الفائدة من بنك إنجلترا و البنك المركزي الأوروبي في وقت لاحق من اليوم وتقرير التوظيف يوم الجمعة في الولايات المتحدة. 

 

النفط الخام يتداول حتى ساعة إعداد هذا التقرير عند المستوى 87.70 دولار مع أعلى مستوى عند 87.88 دولار و الأدنى عند 87.58.  مزيج برنت يتداول عند 108.75 دولار بعد أن هبط بنسبة 0.06%، في حين يتم تداول الغاز الطبيعي عند 3.682 دولار لكل 1.000 قدم مكعب بعد تراجعه بنسبة 0.49%. 

 

من الناحية الفنية فشل النفط الخام مرة أخرى بكسر مستوى المقاومة 89.20 دولار خلال جلسة  الأمس. مما دفعه إلى مستوى الدعم  88.50 دولار الذي تمكن من كسره، والآن يختبر مستوى الدعم 87.60 دولار، وإذا إذا تم اختراقه سوف يتوجه الى مستوى الدعم 86.80 دولار. 

 

الأوضاع لا تزال حرجة في الشرق الأوسط فالحرب في سورية لا تزال قائمة وهناك مخاوف من احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية، بينما اندلعت اشتباكات يوم الاربعاء في القاهرة بين انصار الرئيس المصري محمد مرسي و الذين يحتجون على القرار الذي تم إصداره بتاريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر. 

 

الأسواق مستمرة بمحاولة تحقيق التوازن بين المخاطر التي يتعرض لها الطلب على النفط و المخاوف بشأن تعطل الامدادات، و الآن المستثمرين يتطلعون كذلك للتقرير النمو في منطقة اليورو و طلبيات المصانع في ألمانيا وطلبات الإعانة الأميركية.